الطارق
25-04-2001, 04:50 AM
ما أن تخرج من صلاة الجمعة إلا وتجد جمع من الجمهور قد أحاطت بمجلود مضروب في حلقات..
تعجب ما سر هذا .. ما الذي يجذب كل هؤلاء لهذا المنظر ..
هل هو التشفي .. أم حب استطلاع وفرجة ..
أم هي سيرة تستحق الرقي والحش فيها ..
وتعجب من هؤلاء في كل جمعه وقد أحاطوا بهذا المضروب فتجدهم هم هم أو زاد عليهم بعض الجمع ..
ويخيب تحليلك لهذا الجمع بعد أن تعتقد أن لكل جديد لذة ..
ولا تقتصر هذه الجمهرة فقط بعد صلاة الجمعة بل تجد هذا يحدث في كثير من المواقف ومعظمها في المصائب ..
تجد هذا حول المدارس وقد شبت خناقة ومضاربه بين طالبين قد تواعدوا باللقاء .. فترى هؤلاء قد تجمهروا و أحاطوا بهذين الشخصين كما يحيط الجمهور بحلبة المصارعة ..
والعجيب أنك ستجد بعيداً عن هؤلاء جمهرة أخرى قد جذبها منظر هذه الجمهرة فتجمعت لتراقب .. وفجأة يصرخ أحدهم : يا شباب هناك مضاربه بين فلان وعلان ..
فتجد الجميع قد قذف بالكتب وأصبح الجميع في سباق والفائز من يجد له مكاناً في مقدمة الصفوف والحلقات ..
بل قد تسبب المداحرة والمنافسة على الفرجة والمشاهدة في قيام صراعاً جديد ..
ويحدث هذا أيضاً في حوادث وتصادم السيارات وبكثرة ..
ما أن يحدث حادث إلا وقد وجدت هؤلاء وقد أتوا من كل جهه ودرب
وقد أحاطوا بتلك السيارة المنكوبة ومن فيها .. كما تحيط الضباع بفريستها ..
وتعجب من سرعة تجمع هؤلاء ..
فما أن تسمع صوت صدام وتذهب لتستطلع حتى تجد هؤلاء قد سبقوك وحجزوا موقعاً لهم وربما لصديق ..
وقد توقفت حركة السير على الطرق ..
والعجيب أنهم يعتقدون أن هذا حقاً لهم فمهما حاول البعض تفريقهم وجد منهم كل صد ورد ..
وكنت اعتقد أن هذا في زماننا هذا فحسب وأن الأقدمين كانوا منزهين عن ذلك ..
فتبين لي عكس ذلك وأن هذا طبعا قد ورثناه عن أجدادنا الأقدمين ..
قال المسعودي في مروج الذهب :
( ثم أنظر هل ترى إذا اعتبرت ما ذكرنا ونظرت في مجالس العلماء هل تشاهد إلا مشحونة بالخاصة من أولي التمييز والمروءة ( .. ) وتفقد العامة في احتشادها وجموعها فلا تراهم الدهر إلا مرقلين إلا قائد دب وضارب بدف على سياسة قرد أو متشوقين إلى اللهو واللعب أو مختلفين إلى مشعوذ متنمس ممخرق أو مستمعين إلى قاص كذاب أو مجتمعين حول مضروب أو وقوفاً عند مصلوب ينعق بهم فيتبعون ) اهـ ..
لله دره ما أقرب ما وصف بزماننا .. وأكبر مثلا على ذلك هذا الجمهور الذي تشهده في كل مباراة وبعد كل انتصار للفريق الفلاني أو المنتخب العلاني ..
بينا لن تجد لهم ما يقارب النصف بل و نصف النصف في الأندية الثقافية والمحاضرات الأدبية والدروس الإسلامية ..
وبعد :
حدثنا أحد الأخوان بهذه القصة التي تملأ القلب ألماً قال :
حدثني أحدهم قال : حدث في مدينتنا حادث مريع..
قال : وما أن حدث هذا الحادث إلا وقد تجمع جمعاً هائل من كل ناحية .. قال : وأحاطوا بهذه السيارة من كل جانب ..
قال : وكانت المنافسة والمداحرة على الجانب المواجه للكرسي المجاور للسائق شديد ..
فجذبني ذلك حتى أرى ما سبب ذلك .. قال : وبعد جهداً جهيد وصلت لمقدمة الصفوف ورأيت ما رأيت .. وعلمت سبب تلك المداحرة وذلك التنافس .. رأيت امرأة وقد تكشفت وهؤلاء في صراع على رؤية ذلك
ورغم أن روحها قد قبضت ..
قال : والعجيب أنه لم يستر أحدا جسمها ..
خوفاً وجبنا ونذالة وخسة ..
إلا زوجها المصاب والذي كان في الرمق الأخير من الروح ..
وقد رجاهم أن يستروا عورتها دون أن يحرك في نفسهم أي نخوة ..
وما أن انتهى صاحبنا من رواية قصته
حتى قال أحدهم من من يحمل قلبا طيب طاهر : لا يحدث هذا ..
وكيف هذا .. وهذه مبالغة غير مستساغة ولا تبلع ..
قال صاحبنا : أنت صاحب قلب طيب ..
لا تعلم مدى الخسة التي وصل لها البعض ..
أنظر إليهم أن حدث حريق تجدهم في شوق لتتبع عورات الناس ..
أنظر إلى العيون وما تركز ..
حتى بلغ الأمر من بعض المستورات والذي يقلب الحياء عليهن أن يبقين في المنازل ورغم الحريق على أن يلقين كل تلك النظرات الفاجرة ....
تعجب ما سر هذا .. ما الذي يجذب كل هؤلاء لهذا المنظر ..
هل هو التشفي .. أم حب استطلاع وفرجة ..
أم هي سيرة تستحق الرقي والحش فيها ..
وتعجب من هؤلاء في كل جمعه وقد أحاطوا بهذا المضروب فتجدهم هم هم أو زاد عليهم بعض الجمع ..
ويخيب تحليلك لهذا الجمع بعد أن تعتقد أن لكل جديد لذة ..
ولا تقتصر هذه الجمهرة فقط بعد صلاة الجمعة بل تجد هذا يحدث في كثير من المواقف ومعظمها في المصائب ..
تجد هذا حول المدارس وقد شبت خناقة ومضاربه بين طالبين قد تواعدوا باللقاء .. فترى هؤلاء قد تجمهروا و أحاطوا بهذين الشخصين كما يحيط الجمهور بحلبة المصارعة ..
والعجيب أنك ستجد بعيداً عن هؤلاء جمهرة أخرى قد جذبها منظر هذه الجمهرة فتجمعت لتراقب .. وفجأة يصرخ أحدهم : يا شباب هناك مضاربه بين فلان وعلان ..
فتجد الجميع قد قذف بالكتب وأصبح الجميع في سباق والفائز من يجد له مكاناً في مقدمة الصفوف والحلقات ..
بل قد تسبب المداحرة والمنافسة على الفرجة والمشاهدة في قيام صراعاً جديد ..
ويحدث هذا أيضاً في حوادث وتصادم السيارات وبكثرة ..
ما أن يحدث حادث إلا وقد وجدت هؤلاء وقد أتوا من كل جهه ودرب
وقد أحاطوا بتلك السيارة المنكوبة ومن فيها .. كما تحيط الضباع بفريستها ..
وتعجب من سرعة تجمع هؤلاء ..
فما أن تسمع صوت صدام وتذهب لتستطلع حتى تجد هؤلاء قد سبقوك وحجزوا موقعاً لهم وربما لصديق ..
وقد توقفت حركة السير على الطرق ..
والعجيب أنهم يعتقدون أن هذا حقاً لهم فمهما حاول البعض تفريقهم وجد منهم كل صد ورد ..
وكنت اعتقد أن هذا في زماننا هذا فحسب وأن الأقدمين كانوا منزهين عن ذلك ..
فتبين لي عكس ذلك وأن هذا طبعا قد ورثناه عن أجدادنا الأقدمين ..
قال المسعودي في مروج الذهب :
( ثم أنظر هل ترى إذا اعتبرت ما ذكرنا ونظرت في مجالس العلماء هل تشاهد إلا مشحونة بالخاصة من أولي التمييز والمروءة ( .. ) وتفقد العامة في احتشادها وجموعها فلا تراهم الدهر إلا مرقلين إلا قائد دب وضارب بدف على سياسة قرد أو متشوقين إلى اللهو واللعب أو مختلفين إلى مشعوذ متنمس ممخرق أو مستمعين إلى قاص كذاب أو مجتمعين حول مضروب أو وقوفاً عند مصلوب ينعق بهم فيتبعون ) اهـ ..
لله دره ما أقرب ما وصف بزماننا .. وأكبر مثلا على ذلك هذا الجمهور الذي تشهده في كل مباراة وبعد كل انتصار للفريق الفلاني أو المنتخب العلاني ..
بينا لن تجد لهم ما يقارب النصف بل و نصف النصف في الأندية الثقافية والمحاضرات الأدبية والدروس الإسلامية ..
وبعد :
حدثنا أحد الأخوان بهذه القصة التي تملأ القلب ألماً قال :
حدثني أحدهم قال : حدث في مدينتنا حادث مريع..
قال : وما أن حدث هذا الحادث إلا وقد تجمع جمعاً هائل من كل ناحية .. قال : وأحاطوا بهذه السيارة من كل جانب ..
قال : وكانت المنافسة والمداحرة على الجانب المواجه للكرسي المجاور للسائق شديد ..
فجذبني ذلك حتى أرى ما سبب ذلك .. قال : وبعد جهداً جهيد وصلت لمقدمة الصفوف ورأيت ما رأيت .. وعلمت سبب تلك المداحرة وذلك التنافس .. رأيت امرأة وقد تكشفت وهؤلاء في صراع على رؤية ذلك
ورغم أن روحها قد قبضت ..
قال : والعجيب أنه لم يستر أحدا جسمها ..
خوفاً وجبنا ونذالة وخسة ..
إلا زوجها المصاب والذي كان في الرمق الأخير من الروح ..
وقد رجاهم أن يستروا عورتها دون أن يحرك في نفسهم أي نخوة ..
وما أن انتهى صاحبنا من رواية قصته
حتى قال أحدهم من من يحمل قلبا طيب طاهر : لا يحدث هذا ..
وكيف هذا .. وهذه مبالغة غير مستساغة ولا تبلع ..
قال صاحبنا : أنت صاحب قلب طيب ..
لا تعلم مدى الخسة التي وصل لها البعض ..
أنظر إليهم أن حدث حريق تجدهم في شوق لتتبع عورات الناس ..
أنظر إلى العيون وما تركز ..
حتى بلغ الأمر من بعض المستورات والذي يقلب الحياء عليهن أن يبقين في المنازل ورغم الحريق على أن يلقين كل تلك النظرات الفاجرة ....