PDA

View Full Version : ويوم الفرقان يوم التقى الجمعان 0


وضاح
14-12-2000, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات الأفاضل 000 جعل الله جميع ذكرياتكم جميلة 0
تحل على المسلمين كل عام في السابع عشر من رمضان ذكرى موقعة بدر الكبرى تلك المعركة الفاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين والتي وصفها العزيز العليم في كتابه الكريم بأنها ( يوم الفرقان ) أي اليوم الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل ، قال تعالى : [ وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير ] .

وقد وقعت معركة بدر الحاسمة في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة عند ماء بدر وهو موقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة – اقرب إلى المدينة- كانت تمر به قوافل تجارة أهل مكة مع بلاد الشام وهو سهل تحيط به من الشمال الشرقي ، حيث عسكر الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، ومن الغرب حيث عسكرت قريش بقواتها على مرتفعات جبلية وصفها القران الكريم بالعدوة الدنيا والعدوة القصوى ، قال تعالى : ( إذ انتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى ) .

وكان من أهم أسباب حدوث هذه المعركة هو أن المسلمين اضطروا للهجرة من مكة المكرمة بعد أن اشتد اذى قريش عليهم وتركوا أموالهم في مكة حيث اغتصبها كفار قريش دون وجه حق وعندما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرور قافلة تجارية لقريش قادمة من الشام محملة بالبضائع أراد أن يتعرض لها تعويضا للمسلمين عن أملاكهم التي اغتصبها المشركون ، وخرج في ثلاثمائة من أصحابه للتعرض للقافلة .

لكن أبو سفيان بن حرب وهو أحد زعماء قريش وقادتها وكان هو قائد القافلة التجارية عندما علم بخروج المسلمين أرسل في طلب النجدة من قريش التي هبت لنجدة قافلتها التجارية بقيادة أبو الحكم عمرو بن هشام [ أبو جهل ] وأمية بن خلف وغيرهما من قادة قريش وزعمائها .

وكان أبو سفيان قد غير خط سير قافلته فعندما أفلتت من المسلمين أرسل إلى قريش يخبرهم بذلك ويطلب منهم العودة إلى مكة مادام أن تجارتهم لم تمس بأذى لكن [ أبو جهل ] ومن معه أبوا أن يعودوا واقسم [أبو جهل] أن لا تعود قريش إلا بعد أن تعسكر في بدر ثلاثة أيام كاملة وكان يقصد من ذلك أن تهابهم العرب كافة ويهابهم المسلمون على وجه الخصوص .

وعندما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بنية قريش استشار أصحابه في ملاقاة العدو فابدوا استعدادا كبيرا لنصرة رسول الله والمقاتلة معه في أي مكان وزمان ، عند ذلك عزم عليه الصلاة والسلام وخرج إلى بدر ومعه ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار وسبعين من الإبل ولم يكن معهم من الفرسان سوى اثنين .

وكان في معسكر قريش ألف رجل ومعهم سبعمائة بعير ومن بينهم اكثر من مائة فارس .

والتقى الجمعان ببدر يوم السابع عشر من رمضان وانزل الله سكينته على الذين أمنوا وأيدهم بنصر من عنده فاصبحوا على عدوهم ظاهرين وانجلت المعركة بعد أن حقق المسلمون نصرا كبيرا على أعدائهم حيث قتل من المشركين (70) رجلا وقيل (80) رجلا واسر مثلهم وكان من بين القتلى ( أبو جهل ) وأمية بن خلف وغيرهما من قادة وزعماء المشركين بينما استشهد من المسلمين (14) مجاهدا .

وكان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة المسلمين واصبحت لهم هيبة في المدينة وما حولها وأهتزت معنويات المشركين وعمت بينهم الأحزان والآلام حيث فقدوا عددا كبيرا من أبنائهم وقادتهم حيث أحدثت لبعضهم صدمات نفسية عنيفة أودت بهم كما حدث لأبي لهب الذي من هول الفاجعة أصيب بعلة ومات في أعقاب معركة بدر مباشرة ، وكما حدث لآبى سفيان الذي قتل أحد أبناءه وأُسر الأخر.
اللهم أقم علم الجهاد وانصر الإسلام والمسلمين في كل مكان ( آميـــــــــــــن ) 0


###### وضــاح ######
17 / 9 / 1421 هـ