PDA

View Full Version : مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل هم خزّانها....


ma3gool
04-12-2000, 09:14 PM
إن قيام الليل عبادة تصل القلب بالله وتجعله قادرا على التغلب على مغريات الحياة على مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ونامت فيها العيون وتقلب النُّوام على الفرش، ولكن قوام الليل يهبون من فرشهم الوثيرة وسررهم المريحة ويكابدون الليل لا ينامون إلا القليل ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة وسمات النفوس الكبيرة قد مدح الله عز وجل أهل قيام الليل وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى: أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب .

وقوام الليل يحبون مثلنا النوم والراحة والدعة ولكنه نفضوا غبار الكسل واستحثوا الخطى وقووا العزائم، فهذا عبد العزيز بن أبي رواد إذا جن عليه الليل يأتي فراشه فيمر يده عليه يقول: إنك للين، ووالله إن في الجنة لألين منك، ولا يزال يصلي الليل كله. ومجاهدة النفس صعبة المنال في البداية ولكنها سهلة الانقياد بالإصرار والعزيمة في النهاية كما قال ثابت البناني:

كابدت الصلاة عشرين سنة تنعمت بها عشرين سنة.

إذا ما الليل أظلـم كابدوه فيسفـر عنهم وهـم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم سجود أنين منه تنفـرج الضلـوع

قالت ابنة العامر بن عبد قيس: مالي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام؟ فقال: يا بنية إن جهنم لا تدع أباك ينام.

فقيام الليل هو شرف المؤمن كما جاء ذلك في الحديث الصحيح: ((شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس)).

وكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يدع قيام الليل أبدا حتى في السفر كان يصليه على راحلته حيثما توجهت به، وعدد ركعات القيام ثلاث عشرة ركعة أو إحدى عشرة ركعة كما جاء ذلك في حديث عائشة وابن عباس، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كانت صلاة النبي ثلاث عشرة ركعة، يعني من الليل)) رواه البخاري، والوتر من القيام وهو أدنى الكمال وهو سنة مؤكدة من أصر على تركه ردت شهادته كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وهو آكد من جميع التطوعات من السنن الرواتب وغيرها قال الإمام أحمد رحمه الله عمن يترك صلا ة الوتر: هو رجل سوء.

وتتأكد صلاة القيام في رمضان حيث ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) وهاهو رمضان على الأبواب فحري بالمؤمن بعد سماع هذا الحديث أن لا يتخلف عن صلاة التراويح في شهر رمضان بكامله.

وفي الجملة فصلاة الليل من موجبات الجنة وقد دل عليه قول الله عز وجل: إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم فوصفهم بالتيقظ بالليل والاستغفار بالأسحار وبالإنفاق من أموالهم.

وكان بعض السلف نائما فأتاه آت فقال له: قم فصل، أما علمت أن مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل هم خزّانها.

ورأى بعضهم الخليل بن أحمد رحمه الله في المنام، فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: لم تنفعنا تلك الرسوم وإنما نفعنا ركعات كنا نقومها بالليل، طاحت تلك الإشارات وغابت تلك العبارات وفنيت تلك العلوم.

يا رجال الليل هبوا رب داع لا يــرد

ما يقوم الليل إلا من لـه عـزم و جـد

ليس شيء كصلاة الليل للقبــــر يعــد

قال أبو الدرداء : صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبر.

وقيام الليل يوجب علو الدرجات في الجنة، قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: ((ومن الليل فتجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)). فجعل جزاءه على التهجد بالقرآن في الليل أن يبعثه المقام المحمود وهو أعلى درجاته في الجنة.

قال عون بن عبد الله: (إن الله يدخل الجنة أقواما حتى يملوا وفوقهم ناس في الدرجات العلى، فلما نظروا عرفوهم، فقالوا: ربنا إخواننا كنا معهم فيم فضلتهم علينا؟ فيقول: هيهات هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظؤن حين تروون، ويقومون حين تنامون).

ويوجب قيام الليل أيضا من نعيم الجنة ما لم يطلع عليه العباد في الدنيا، قال الله عز وجل: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))، اقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون .

قال محمد بن كعب القرطبي: أخفوا لله العمل فأخفى الله لهم الجزاء فلو قدموا عليه لأقر تلك الأعين عنده.

وكان أبو سليمان الداراني يقول: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

ومن أهم الأسباب التي تعوق عن قيام الليل الذنوب والمعاصي.

فإن قيام الليل منحة ربانية للصالحين من عباده، وذكر ذلك الحسن بقوله: إن الرجل ليذنب فيحرم به قيام الليل، ونبه إلى ذلك الفضيل بن عياض فقال: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار فاعلم أنك محروم كبّلتك خطيئتك.

فمن ترك الذنوب والمعاصي والسهر على القنوات الفضائية أعانه الله على فعل الخيرات والطاعات، فقيام الليل دأب الصالحين، بعيد عن الفاسقين قريب من التائبين و فسّر ذلك بشر الحافي عندما قال: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا.

وسئل الحسن البصري: لم كان المتهجدون أحسن الناس وجوها؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره.

ولفضل القيام معشر المؤمنين كان رسول الله يقوم الليل حتى تتورم قدماه وكان لا يدعه أبدا وإذا مرض أو كسل صلى قاعدا وكان عليه الصلاة والسلام يحض ويحث على قيام الليل فيقول: ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم)) رواه الترمذي بإسناد حسن.

وفي الليل ساعة مستجابة وذلك أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له، هل من داع فأستجيب له؟ وقد ورد في صحيح مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول: ((إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة)) رواه مسلم.

فيا من يريد إجابة لدعائه وتفريجا لهمّه، وتنفيسا لكربته وتوسيعا لرزقه وشفاءا لمرضه وحفظا لعياله ودفعا لأعدائه وطلبا لمرضاته سبحانه وطمعا في جنته ونجاة من ناره، عليك بدعاء ربك في وقت الإجابة في الثلث الأخير من الليل كل ليلة عسى أن تكون من المقبولين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون .

Huda76
04-12-2000, 11:42 PM
الأخ معقول

جزاك الله خير ..

موضوع رائع جدا ..

تحياتي

شذى الورد
04-12-2000, 11:48 PM
جعل ربى كل كلمة خطتها اناملك فى ميزان حسناتك

تحياتى لك

aziz2000
05-12-2000, 01:15 PM
موضوع مهم جدا .. وياليتنا نكون من قوام الليل في رمضان وغير رمضان ..

وفقك الله إلى محبته ومرضاته ..

صدى الحق
05-12-2000, 03:54 PM
ما شاء الله وتبارك الرحمن وجزاك الله خيراً وثبتك الله على السعي في نشر الخير بيننا .

أخوك
صدى الحق

ma3gool
05-12-2000, 09:00 PM
هلا اخت هدى..وجزاك الله خير ووفقك..:)

هلا اخوي بحر..:) الله يسلمك والله وجزاك الله الف خير ووفقك..

هلا اخي العزيز عزيز2000..:) اي والله مهم جدا عسى ربي يوفقنا واياكم وينعم علينا بقيام الليل..:)
وفيه كتاب رهييييب جدا في المكتبات اسمه((كيف تتحمس لقيام الليل؟ اكثر من 100 طريقه للتحمس لقيام الليل))
بقلم الففير الى ربه ابي القعقاع محمد بن صالح آل عبد الله...رهيييب جدا وما تتصور الفائده اللي فيه..

هلا اخي صدى الحق..جزاك الله خير ووفقك لما يحبه ويرضاه واسأل ربي ان يجعل كل حرف تكتبه مضاعف بالحسنات وان يجعلها ربي في موازين حسناتك..:)

aziz2000
06-12-2000, 04:54 PM
جزاك الله خير أخوي معقول .. وإن شاء الله أشتريه عسى أن ينفعني به ..
تحياتي لك أخي ..:)