شمس الشموسة
07-10-2000, 08:25 AM
قالت: أنا امرأة خليجية تجاوزت الخمسين من العمر، وزوجي قد تجاوز الستين من العمر، وهو رجل رائع وكريم، لم أجد منه طوال حياتي معه ما ينغص أو يكدر. لنا أبناء تزوجوا جميعا، وهم مستقرون في أسرهم والحمد لله.
تخفف زوجي من ضغوط الوظيفة بعد التقاعد،وأصبحنا اكثر حرية في السفر والانتقال، وكثيرا ما نشد الرحال إلى إحدى الدول الأوروبية التي يتقن زوجي لغة أهلها منذ أمد طويل يمتد إلى أيام السفر والبحث عن الرزق في أول شبابه.
عندما قررنا السفر هذا العام إلى نفس البلد، قالت لي إحدى أخواتي أن هناك إشاعة تدور في العائلة تقول أن زوجي قد تزوج بأجنبية دون علمي منذ فترة ليست بالقصيرة. لم احفل، ولم اهتم، فأنا اعرفه تمام المعرفة، وهو لم ينم ليلة واحدة خارج البيت خلال سفرنا المتعددة، كما انه مازال يكن لي نفس المودة، ويعاملني المعاملة التي اعتدها منه دون تغيير. وسافرنا، ومرت حياتنا طبيعية عادية، هو يذهب في الصباح لإجراء بعض الفحوصات الطبية، أو يجلس في أحد المقاهي حيث يلتقي بإخوان آخرين من الخليج، أو من البلاد العربية الأخرى، وأنا اقضي صباحي في إعداد وجبة سريعة، ثم التجول في الأسواق الكثيرة، ونلتقي عادة في فترة الغداء، وقد نخرج معا في فترة ما بعد الظهر، أو نخرج منفصلين، لا شيء قد تغير.
وفي أحد الأيام وبعد أن أنهيت عملي في المنزل، ركبت سيارة اجره متجهة إلى أحد الأسواق، وكان الازدحام شديدا فغير السائق اتجاهه ليدخل في بعض الشوارع الخلفية، وكانت عيناي تتابعان المارة، ومعروضات المحال المتناثرة في تلك الشوارع، وفجأة.. لمحته يجلس مع امرأة أجنبية في مقهى على رصيف أحد الشوارع، لا ادري كيف فتحت باب السيارة وقفزت، وقعت على حافة الرصيف، وشعرت بألم شديد في صدري ويدي اليسرى، وصرخت، لم اصرخ من الألم، ولكنني صرخت باسمه أناديه.
ورآني. ومن غريب انه لم يتجه نحوي، ولم يحرك ساكنا، وكأنني امرأة غريبة لا يعرفني ولا تعنيه!!! تجمع الناس ونقلوني إلى المستشفى، وأجريت لي عملية جراحية عاجلة إذ تحطمت بعض ضلوع الصدر، كما أصبت بكسر في يدي اليسرى…
عندما فتحت عيني بعد العملية الجراحية، كان هو إلى جانبي ادعى انه لم يرني، ولم ينتبه لما حصل، إلا انه شعر بان حادثا ما قد وقع وتجمهر الناس، فلم يرد أن يزج نفسه في الزحام دون داع، كما أن المرأة التي كانت معه هي زوجة صديق، وإنني من الانفعال لم أر زوجها الذي كان يجلس إلى جانبها. أظهرت له إنني صدقته.. ولكن قناعتي مختلفة تماما، فأنا متأكدة أن عيني وقعتا في عينيه وانه قد راني دون شك.. كما إنني متأكدة بأنه كان يجلس منفردا مع تلك المرأة ولم يكن برفقتها أحد غيره، بل إنني وعلى الرغم مما كنت فيه لاحظت ما كانت تزين به يدها من مصوغات خليجية لا تخفي عليّ، قد تعجبون من ذلك، ولكن هذا ما حدث فعلا.
المشكلة الآن تكممن في ماذا افعل!!؟؟ فالصدمة على الأبناء ستكون شديدة وسيكون موقفهم من أبيهم موقفا عنيفا قد يقابله هو بعنف اشد، كما إنني لست مستعدة نفسيا لتلقي مواساة الآخرين أو شماتتهم..
لا ادري ماذا افعل ولكنني امتص أطنان الألم كل يوم وأنا أراه يعتني بي، ويهتم بكل شؤوني إذ أصبحت لا اعلم هل هي عناية الزوج المحب الذي ندم على ما فعل، أم إنها عناية الممثل الذي يجيد تمثيل دور الزوج ا لمخلص بينما يمارس مراهقته المتأخرة!!؟؟
بقلم الدكتورة: كافية رمضان.
تخفف زوجي من ضغوط الوظيفة بعد التقاعد،وأصبحنا اكثر حرية في السفر والانتقال، وكثيرا ما نشد الرحال إلى إحدى الدول الأوروبية التي يتقن زوجي لغة أهلها منذ أمد طويل يمتد إلى أيام السفر والبحث عن الرزق في أول شبابه.
عندما قررنا السفر هذا العام إلى نفس البلد، قالت لي إحدى أخواتي أن هناك إشاعة تدور في العائلة تقول أن زوجي قد تزوج بأجنبية دون علمي منذ فترة ليست بالقصيرة. لم احفل، ولم اهتم، فأنا اعرفه تمام المعرفة، وهو لم ينم ليلة واحدة خارج البيت خلال سفرنا المتعددة، كما انه مازال يكن لي نفس المودة، ويعاملني المعاملة التي اعتدها منه دون تغيير. وسافرنا، ومرت حياتنا طبيعية عادية، هو يذهب في الصباح لإجراء بعض الفحوصات الطبية، أو يجلس في أحد المقاهي حيث يلتقي بإخوان آخرين من الخليج، أو من البلاد العربية الأخرى، وأنا اقضي صباحي في إعداد وجبة سريعة، ثم التجول في الأسواق الكثيرة، ونلتقي عادة في فترة الغداء، وقد نخرج معا في فترة ما بعد الظهر، أو نخرج منفصلين، لا شيء قد تغير.
وفي أحد الأيام وبعد أن أنهيت عملي في المنزل، ركبت سيارة اجره متجهة إلى أحد الأسواق، وكان الازدحام شديدا فغير السائق اتجاهه ليدخل في بعض الشوارع الخلفية، وكانت عيناي تتابعان المارة، ومعروضات المحال المتناثرة في تلك الشوارع، وفجأة.. لمحته يجلس مع امرأة أجنبية في مقهى على رصيف أحد الشوارع، لا ادري كيف فتحت باب السيارة وقفزت، وقعت على حافة الرصيف، وشعرت بألم شديد في صدري ويدي اليسرى، وصرخت، لم اصرخ من الألم، ولكنني صرخت باسمه أناديه.
ورآني. ومن غريب انه لم يتجه نحوي، ولم يحرك ساكنا، وكأنني امرأة غريبة لا يعرفني ولا تعنيه!!! تجمع الناس ونقلوني إلى المستشفى، وأجريت لي عملية جراحية عاجلة إذ تحطمت بعض ضلوع الصدر، كما أصبت بكسر في يدي اليسرى…
عندما فتحت عيني بعد العملية الجراحية، كان هو إلى جانبي ادعى انه لم يرني، ولم ينتبه لما حصل، إلا انه شعر بان حادثا ما قد وقع وتجمهر الناس، فلم يرد أن يزج نفسه في الزحام دون داع، كما أن المرأة التي كانت معه هي زوجة صديق، وإنني من الانفعال لم أر زوجها الذي كان يجلس إلى جانبها. أظهرت له إنني صدقته.. ولكن قناعتي مختلفة تماما، فأنا متأكدة أن عيني وقعتا في عينيه وانه قد راني دون شك.. كما إنني متأكدة بأنه كان يجلس منفردا مع تلك المرأة ولم يكن برفقتها أحد غيره، بل إنني وعلى الرغم مما كنت فيه لاحظت ما كانت تزين به يدها من مصوغات خليجية لا تخفي عليّ، قد تعجبون من ذلك، ولكن هذا ما حدث فعلا.
المشكلة الآن تكممن في ماذا افعل!!؟؟ فالصدمة على الأبناء ستكون شديدة وسيكون موقفهم من أبيهم موقفا عنيفا قد يقابله هو بعنف اشد، كما إنني لست مستعدة نفسيا لتلقي مواساة الآخرين أو شماتتهم..
لا ادري ماذا افعل ولكنني امتص أطنان الألم كل يوم وأنا أراه يعتني بي، ويهتم بكل شؤوني إذ أصبحت لا اعلم هل هي عناية الزوج المحب الذي ندم على ما فعل، أم إنها عناية الممثل الذي يجيد تمثيل دور الزوج ا لمخلص بينما يمارس مراهقته المتأخرة!!؟؟
بقلم الدكتورة: كافية رمضان.