الطارق
02-10-2000, 02:27 AM
اليوم غير عادي الجميع قد حضر منذ الصباح الباكر أكتمل عدد الموظفين و العاملين منذ السابعة و النصف بل البعض أتى قبل هذا الوقت بوقت ليس بالقليل ( لا شك أنه هذا اليوم يعتبر من الأيام الخالدة في هذه الدائرة الحكومية ) .
جلست في مكتبي في قسم خدمات المراجعين وأنا أتثاءب على كرسيي الخاص بينما الجميع في نشاط غير عادي ....جالت الأفكار في رأسي :
( لا بارك الله فيهم مصحينا من الصباح ليه .... حارمينا من أحلى نومه.... و قال ليه قال جاي مسؤول مهم .. لعن الله النفاق ) .
و فجأة دخل رئيس القسم سألني هل كل شي على ما يرام هززت رأسي علامة الإيجاب ..... بدت علامات الامتعاض على رئيس القسم ( لم تكن علاقتي به حسنة ) قال لي : الجميع نشيط إلا أنت أرجوك( لتفشلنا) أمام المسؤول المهم ، قلت له و لا يزال النعاس يسيطر على رأسي : لتوصي حريص ، فخرج إلى الأقسام الأخرى و هو غير مطمئن.
بدت الأفكار تجول في عقلي ( توظفت في هذه الدائر الحكومية عن طريق الواسطة و برغم هذه فلم أكن راغباً في هذه الوظيفة لولا الظروف و ضغوط الأهل علي ، فقد كنت أكره جلسة المكاتب و التقيد بالدوام ، فلذلك أصبحت أكثر الموظفين غياباً ، و قد أثر هذا في نظرة المسؤولين في هذه الدائرة ولذلك رغبوا في التخلص مني و لكن هيهات و آن لهم أن يفعلوا ذلك و خلفي حصناً منيع ( الواسطة ) ) .
كانت هذه الزيارة لهذا المسؤول من الزيارات القليلة التي لا تحدث في السنين العدة إلا مرة و لذلك أهتم بها مديرنا العام و المقربين له من الذين يدعون أنهم يحافظون على النظام( و برغم هذا فالإهمال و الفوضى تعم دائرتنا ) فمنذ أسبوع ( أي منذ معرفة مديرنا بهذه الزيارة الميمونة ) وهو يستعد و يتجهز لهذه الزيارة ، فقد حول أسبوعنا هذا إلى أيام لا تطاق بشهادة أكثر الحريصين على العمل ( لو طبق هذا النظام على جميع دوائرنا الحكومية بشكل مستمر لأصبحنا أكثر الدول تقدما في بضع سنين ، لكن ماذا أقول لعن الله الإهمال و لعن الله النفاق ) ، فلم يقم فقط بالتشديد على أداء عملنا و الاهتمام به و إنهاء معاملة المواطن و لم يقم فقط بالتشديد على الالتزام بالدوام كاملا بل قام بالاستعداد للاحتفال بضيفنا الكريم بمباهج الزينة ولوحات الترحيب والعطور الفاخرة وأنواع البخور الفائحة و التي كانت و للآسف من أموالنا الخاصة .
كانت هذا الزيارة مقررة في هذا اليوم و في الصباح الباكر و كان اغلب الظن أن هذا المسؤول سيأتي قبل العاشرة صباحاً ...........
استمر الشباب في نشاطهم وقد كان الجميع يؤدي دره بشكل رائع فقد كان رئيس قسم إدارتنا في منتهى النشاط فهو يأمر : افعلوا كذا و قوموا بكذا بل حتى مديرنا العام كان يأتي إلى إدارتنا مشجعاً لنا طالبا رفع رأسه أمام هذا المسؤول ......................
مضت الساعات ولم يأتي هذا المسؤول ( أشارت عقارب الساعة ، الساعة الثامنة ومن بعدها التاسعة ومن بعده العاشرة ....... ) ولم يأتي بعد هذا المسؤول ....... أشارت الساعة الحادي عشر بدأ البعض يظهر ملله من هذا الموضوع ............
استمريت في القيام بعملي( والحق يقال أني و إن كنت أتغيب في بعض الأيام فأنا برغم هذا أدي عملي بإخلاص و لا أخرج من بعد التوقيع على أوراق الدوام ومن ثم أعود في أخر الدوام للتوقيع كما يفعل بعض من في دائرتنا ، فأنا صريح دائماً فإما غياب يخصم بسبببه من راتبي أو حضور أقوم بعملي على أكمل وجه ) ...........
أنهيت عدة معاملات من عدة مراجعين ولم يأتي هذا المسؤول بعد ...بلغت الساعة الحادي عشر و النصف .... انتشرت إشاعة من البعض فحواها أن هذا المسؤول أجل زيارته ليوماً أخر ... بدأ النشاط يقل من بعض زملائي الموظفين ........ أصبحت الساعة الثاني عشر كنت منهمكا في عملي و فجاة لاحظت أن أحدهم كان يجلس على أحد المقاعد وكان يختلس النظر ألي فترة بعد أخر بدأت أشك فيه .
لم أساله من أنت ، كان في بعض الأحيان يخرج من مكتبي ولا أدري إلى أين يذهب ثم يعود بعد لحظات ، أزداد شكي به ( تذكرت ما يفعله الملك عبد الله ملك الأردن ) قلت لنفسي هل هذا هو ...... هل هو المسؤول !!!!!!!!!!
أظهرت بعض الاهتمام الشديد بعملي ، أتاني بعض الزملاء الذين كنت لا احبهم ، بدأت أورطهم في الكلام ...... جررت البعض للهجوم على هذا المسؤول فكان السباب و الشتم من قبلهم لا حدود له بينما أنا كنت أدفع عنه بحرارة ....
دخل علينا رئيس القسم و أردت بشكل خاص أن أورطه ( ما أكثر ما كتب عن إهمالي و تغيبي ) بدأت أورطه معتقداً بل جازما أن هذا الشخص المجهول الذي أمامي ما هو إلا المسؤول الذي كنا ننتظره وبدأ رئيسنا في الهجوم على هذا المسؤول هجوماً عنيفا كان بداية هجومه عن الالتزام بالمواعيد ثم أنقلب إلى هجوما شخصيا عنيف ( بدأ قلبي يتراقص فرحاً أخيراً سأنتقم ) بينما كنت أنا أدافع و كالمعتاد عن هذا المسؤول .......
خرج رئيس القسم من مكتبي بعد أن طلبه مدير الإدارة ، وأظهرت اهتمامي بعملي ولا زال ضيفنا المجهول في مكتبي يراقب ... و فجأة دخل طفلا يحمل شنطته على ظهره ثم فوجئت بهذا الرجل يقف قائماً و يقول لهذا ا لطفل هيا بنا إلى السيارة ..... تذكرت أن هذا الوقت هو موعد خروج الأطفال من المدرسة المجاورة لدائرتنا ......( بدأت أضحك من تفكيري ) يا الهي يا لغبائي ........ ما هذا الشخص إلا والد هذا الطفل رأى أن أفضل مكاننا ينتظر فيها أبنه هي دائرتنا هذه .......برغم أنى ضحكت من هذا الموقف الظريف إلا أنه أحزنني أني لم أنتقم من رئيس القسم ........ وفجأة أتاني رئيس القسم ( تذكرنا القط جانا ينط ) وقال : إن المسؤول أتي الآن استعدوا لاستقباله لقد أعلمني مدير الإدارة الذي أعلمه المدير العام .
وبدأ يدب النشاط بين الموظفين من جديد و اخذ الكل يهتم بعمله ......
أما أن فقد كنت حزيناً لأني لم أنتقم من رئيس القسم وقد كنت أتمنا أن يكون الرجل المجهول هو المسؤول ليرى ما يحدث في إدارتنا .
بدأت أهتم بعملي كالعادة و فجأة دخل أحد الأشخاص الذين أعرفهم فهو صاحب موهبة عظيمة ، بدأ يسلم علي رددت السلام عليه استقبلته أجمل استقبال ........ أنا أعرف هذا الشخص جيداً أنهيت معاملته شكرني شكرا عظيم ثم خرج .......
خطرت في عقلي خطة شيطانيه لحقت بهذا الرجل قبل أن يخرج من فناء إدارتنا أشرت إليه فتوقف ، همست في إذنه فضحك ، ثم نظر في لوحة وضعت لاستقبال هذا المسؤول ثم نظر إلى رئيس القسم من بعيد ، فشكرته و ذهب ، عدت لكتبي و انتظرت حتى ساعة الصفر ..............
أتى المسؤول المهم و ومعه موكباً عظيم و قد سر لحسن الاستقبال وقد وجد كل ما يرضاه ، أثنى كثيراً على عملنا و على جهدنا و كان معظم الثناء على قيادة مديرنا و رؤساء الأقسام .........
كان الرجل في عجله من أمره ........ و قبل أن يخرج من مبنى إدارتنا و على باب مبنى إدارتنا ، حدث ما كنت أتوقعه .... فقد سقطت اللوحة التي نظر إليها صديقي و كأنها على موعد مع خروج هذا الموكب ،ساقطت على رأس رئيس قسمنا دافعتاً به ككرة البولينج إلى الأمام ليسقط بدوره على جميع من في هذا الموكب من رئيس إدارتنا إلى المدير العام إلى المسؤول المهم مندفعاً بهم حتى أسفل درج إدارتنا في موقف كان من أظرف ما رأيته في حياتي ، و قد صرخت في نفسي قائلاً ( سلمت عينيك يا صديقي ) .
جلست في مكتبي في قسم خدمات المراجعين وأنا أتثاءب على كرسيي الخاص بينما الجميع في نشاط غير عادي ....جالت الأفكار في رأسي :
( لا بارك الله فيهم مصحينا من الصباح ليه .... حارمينا من أحلى نومه.... و قال ليه قال جاي مسؤول مهم .. لعن الله النفاق ) .
و فجأة دخل رئيس القسم سألني هل كل شي على ما يرام هززت رأسي علامة الإيجاب ..... بدت علامات الامتعاض على رئيس القسم ( لم تكن علاقتي به حسنة ) قال لي : الجميع نشيط إلا أنت أرجوك( لتفشلنا) أمام المسؤول المهم ، قلت له و لا يزال النعاس يسيطر على رأسي : لتوصي حريص ، فخرج إلى الأقسام الأخرى و هو غير مطمئن.
بدت الأفكار تجول في عقلي ( توظفت في هذه الدائر الحكومية عن طريق الواسطة و برغم هذه فلم أكن راغباً في هذه الوظيفة لولا الظروف و ضغوط الأهل علي ، فقد كنت أكره جلسة المكاتب و التقيد بالدوام ، فلذلك أصبحت أكثر الموظفين غياباً ، و قد أثر هذا في نظرة المسؤولين في هذه الدائرة ولذلك رغبوا في التخلص مني و لكن هيهات و آن لهم أن يفعلوا ذلك و خلفي حصناً منيع ( الواسطة ) ) .
كانت هذه الزيارة لهذا المسؤول من الزيارات القليلة التي لا تحدث في السنين العدة إلا مرة و لذلك أهتم بها مديرنا العام و المقربين له من الذين يدعون أنهم يحافظون على النظام( و برغم هذا فالإهمال و الفوضى تعم دائرتنا ) فمنذ أسبوع ( أي منذ معرفة مديرنا بهذه الزيارة الميمونة ) وهو يستعد و يتجهز لهذه الزيارة ، فقد حول أسبوعنا هذا إلى أيام لا تطاق بشهادة أكثر الحريصين على العمل ( لو طبق هذا النظام على جميع دوائرنا الحكومية بشكل مستمر لأصبحنا أكثر الدول تقدما في بضع سنين ، لكن ماذا أقول لعن الله الإهمال و لعن الله النفاق ) ، فلم يقم فقط بالتشديد على أداء عملنا و الاهتمام به و إنهاء معاملة المواطن و لم يقم فقط بالتشديد على الالتزام بالدوام كاملا بل قام بالاستعداد للاحتفال بضيفنا الكريم بمباهج الزينة ولوحات الترحيب والعطور الفاخرة وأنواع البخور الفائحة و التي كانت و للآسف من أموالنا الخاصة .
كانت هذا الزيارة مقررة في هذا اليوم و في الصباح الباكر و كان اغلب الظن أن هذا المسؤول سيأتي قبل العاشرة صباحاً ...........
استمر الشباب في نشاطهم وقد كان الجميع يؤدي دره بشكل رائع فقد كان رئيس قسم إدارتنا في منتهى النشاط فهو يأمر : افعلوا كذا و قوموا بكذا بل حتى مديرنا العام كان يأتي إلى إدارتنا مشجعاً لنا طالبا رفع رأسه أمام هذا المسؤول ......................
مضت الساعات ولم يأتي هذا المسؤول ( أشارت عقارب الساعة ، الساعة الثامنة ومن بعدها التاسعة ومن بعده العاشرة ....... ) ولم يأتي بعد هذا المسؤول ....... أشارت الساعة الحادي عشر بدأ البعض يظهر ملله من هذا الموضوع ............
استمريت في القيام بعملي( والحق يقال أني و إن كنت أتغيب في بعض الأيام فأنا برغم هذا أدي عملي بإخلاص و لا أخرج من بعد التوقيع على أوراق الدوام ومن ثم أعود في أخر الدوام للتوقيع كما يفعل بعض من في دائرتنا ، فأنا صريح دائماً فإما غياب يخصم بسبببه من راتبي أو حضور أقوم بعملي على أكمل وجه ) ...........
أنهيت عدة معاملات من عدة مراجعين ولم يأتي هذا المسؤول بعد ...بلغت الساعة الحادي عشر و النصف .... انتشرت إشاعة من البعض فحواها أن هذا المسؤول أجل زيارته ليوماً أخر ... بدأ النشاط يقل من بعض زملائي الموظفين ........ أصبحت الساعة الثاني عشر كنت منهمكا في عملي و فجاة لاحظت أن أحدهم كان يجلس على أحد المقاعد وكان يختلس النظر ألي فترة بعد أخر بدأت أشك فيه .
لم أساله من أنت ، كان في بعض الأحيان يخرج من مكتبي ولا أدري إلى أين يذهب ثم يعود بعد لحظات ، أزداد شكي به ( تذكرت ما يفعله الملك عبد الله ملك الأردن ) قلت لنفسي هل هذا هو ...... هل هو المسؤول !!!!!!!!!!
أظهرت بعض الاهتمام الشديد بعملي ، أتاني بعض الزملاء الذين كنت لا احبهم ، بدأت أورطهم في الكلام ...... جررت البعض للهجوم على هذا المسؤول فكان السباب و الشتم من قبلهم لا حدود له بينما أنا كنت أدفع عنه بحرارة ....
دخل علينا رئيس القسم و أردت بشكل خاص أن أورطه ( ما أكثر ما كتب عن إهمالي و تغيبي ) بدأت أورطه معتقداً بل جازما أن هذا الشخص المجهول الذي أمامي ما هو إلا المسؤول الذي كنا ننتظره وبدأ رئيسنا في الهجوم على هذا المسؤول هجوماً عنيفا كان بداية هجومه عن الالتزام بالمواعيد ثم أنقلب إلى هجوما شخصيا عنيف ( بدأ قلبي يتراقص فرحاً أخيراً سأنتقم ) بينما كنت أنا أدافع و كالمعتاد عن هذا المسؤول .......
خرج رئيس القسم من مكتبي بعد أن طلبه مدير الإدارة ، وأظهرت اهتمامي بعملي ولا زال ضيفنا المجهول في مكتبي يراقب ... و فجأة دخل طفلا يحمل شنطته على ظهره ثم فوجئت بهذا الرجل يقف قائماً و يقول لهذا ا لطفل هيا بنا إلى السيارة ..... تذكرت أن هذا الوقت هو موعد خروج الأطفال من المدرسة المجاورة لدائرتنا ......( بدأت أضحك من تفكيري ) يا الهي يا لغبائي ........ ما هذا الشخص إلا والد هذا الطفل رأى أن أفضل مكاننا ينتظر فيها أبنه هي دائرتنا هذه .......برغم أنى ضحكت من هذا الموقف الظريف إلا أنه أحزنني أني لم أنتقم من رئيس القسم ........ وفجأة أتاني رئيس القسم ( تذكرنا القط جانا ينط ) وقال : إن المسؤول أتي الآن استعدوا لاستقباله لقد أعلمني مدير الإدارة الذي أعلمه المدير العام .
وبدأ يدب النشاط بين الموظفين من جديد و اخذ الكل يهتم بعمله ......
أما أن فقد كنت حزيناً لأني لم أنتقم من رئيس القسم وقد كنت أتمنا أن يكون الرجل المجهول هو المسؤول ليرى ما يحدث في إدارتنا .
بدأت أهتم بعملي كالعادة و فجأة دخل أحد الأشخاص الذين أعرفهم فهو صاحب موهبة عظيمة ، بدأ يسلم علي رددت السلام عليه استقبلته أجمل استقبال ........ أنا أعرف هذا الشخص جيداً أنهيت معاملته شكرني شكرا عظيم ثم خرج .......
خطرت في عقلي خطة شيطانيه لحقت بهذا الرجل قبل أن يخرج من فناء إدارتنا أشرت إليه فتوقف ، همست في إذنه فضحك ، ثم نظر في لوحة وضعت لاستقبال هذا المسؤول ثم نظر إلى رئيس القسم من بعيد ، فشكرته و ذهب ، عدت لكتبي و انتظرت حتى ساعة الصفر ..............
أتى المسؤول المهم و ومعه موكباً عظيم و قد سر لحسن الاستقبال وقد وجد كل ما يرضاه ، أثنى كثيراً على عملنا و على جهدنا و كان معظم الثناء على قيادة مديرنا و رؤساء الأقسام .........
كان الرجل في عجله من أمره ........ و قبل أن يخرج من مبنى إدارتنا و على باب مبنى إدارتنا ، حدث ما كنت أتوقعه .... فقد سقطت اللوحة التي نظر إليها صديقي و كأنها على موعد مع خروج هذا الموكب ،ساقطت على رأس رئيس قسمنا دافعتاً به ككرة البولينج إلى الأمام ليسقط بدوره على جميع من في هذا الموكب من رئيس إدارتنا إلى المدير العام إلى المسؤول المهم مندفعاً بهم حتى أسفل درج إدارتنا في موقف كان من أظرف ما رأيته في حياتي ، و قد صرخت في نفسي قائلاً ( سلمت عينيك يا صديقي ) .