عابر99
13-03-2000, 11:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب ، كما أن الغنى غنى القلب ، "
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس " وهذا لعمري إذا كان قد استبعد قلبه صورة مباحة ، فإما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة أو صبي فهذا هو العذاب الذي لا ثوب فيه ، وهؤلاء من أقل الناس ثوابا وأعظمهم عذابا ، فإن العاشق لصورة إذا بقي متعلقا بها متعبدا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لم يحصه إلا رب العباد ، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فداوم تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن فعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه ، وهؤلاء
بالسكارى والمجانين كما قيل :
سكران سكر هوى وسكر مدامة **** ومتى إفاقة من به سكران
وقيل في آخر :
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم**** العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه **** وإنما يصرع المجنون في حين
ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله ، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك ولا أطيب ولا ألذ .
والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه ، أو خوفا من مكروه ، فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر ، قال تعالى في حق يوسف عليه السلام [ 24 يوسف ] : " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ، إنه من عبادنا المخلصين "
فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصورة والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاص لله ، ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص بغلبة نفسه على اتباع هواها ، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوى في قلبه انقهر له هواه بلا علاج .
قال الله تعالى [ 45 العنكبوت ] : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " فإن في الصلاة دفعا للمكروه وهو الفحشاء والمنكر ، وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله ، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه ، فإن ذكر الله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
الحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب ، كما أن الغنى غنى القلب ، "
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس " وهذا لعمري إذا كان قد استبعد قلبه صورة مباحة ، فإما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة أو صبي فهذا هو العذاب الذي لا ثوب فيه ، وهؤلاء من أقل الناس ثوابا وأعظمهم عذابا ، فإن العاشق لصورة إذا بقي متعلقا بها متعبدا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لم يحصه إلا رب العباد ، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فداوم تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن فعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه ، وهؤلاء
بالسكارى والمجانين كما قيل :
سكران سكر هوى وسكر مدامة **** ومتى إفاقة من به سكران
وقيل في آخر :
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم**** العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه **** وإنما يصرع المجنون في حين
ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله ، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك ولا أطيب ولا ألذ .
والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه ، أو خوفا من مكروه ، فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر ، قال تعالى في حق يوسف عليه السلام [ 24 يوسف ] : " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ، إنه من عبادنا المخلصين "
فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصورة والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاص لله ، ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص بغلبة نفسه على اتباع هواها ، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوى في قلبه انقهر له هواه بلا علاج .
قال الله تعالى [ 45 العنكبوت ] : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " فإن في الصلاة دفعا للمكروه وهو الفحشاء والمنكر ، وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله ، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه ، فإن ذكر الله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها .