سردال
16-12-2001, 09:27 PM
تفتحت شهيتي للقراءة كما كانت في السابق، فأجلت نظري في المكتبة ومددت يدي لآخذ كتاباً من كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، أديب وعالم وقاضي رحمه الله رحمة واسعة، الكتاب بعنوان "مع الناس" جمع فيه الشيخ مقالات متعدةة وأحاديث إذاعية متفرقة، وكانت أول مقالة تحوي على قصة أنقلها لكم.
يقول الشيخ: امرأة كان ولدها مسافراً، وكانت قد قعدت يوماً تأكل وليس أمامها إلا لقمة أدام وقطعة خبز، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته، وباتت جائعة، فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى، قال: ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه، ويقول: لقمة بلقمة، ولم أفهم مراده، فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها، فنزع ولدها من فم الأسد.
انتقل بكم من الشيخ رحمه الله إلى قناة الجزيرة، عرضت تقريراً حول فلسطين والعيد، بكت تلك المرأة وهي تقول: أي عيد؟ شهداء في كل مكان، أب غائب، وأخ مسجون، وزوج شهيد، والأطفال لا مال يسترهم أو يطعمهم، فكيف نفرح بالعيد. وأخرى تقول من خلف القبضان: نخاف أن نخرج، بل نخاف أن نطل من النافذة لننظر، لا أحد يزورنا ولا نخرج لأحد، والدبابة على بعد أمتار.
ومن لي بأم في العراق؟ تنظر لطفلها وقد نهشه المرض فلا تستطيع شيئاً له، تبكيه ولو استطاعت لفدته بروحها، أطفال العراق لا يحتفلون بالعيد كما نفعل نحن، إننا ننفق على العيد الواحد ما يكفي أسر كثيرة في طعامها ولباسها، نحن نحتفل ونعطي أطفالنا العيدية ونلبسهم أحسن الثياب، ونطعمهم أحسن الأطعمة، وإن مرضوا فالمستشفيات موجودة والدواء مجاني، أفلا نذكرهم أن هناك أخوة لهم في العراق وفلسطين وفي أفغانستان وكشمير والفلبين وفي كل مكان لا يجدون هذه النعمة ولا عشرها، أفلا نعطيهم مالاً فنأمرهم أن يعطوه لفلان الفقير ولتلك الأسرة الفقيرة فنعلمهم أن هذا المال مال الله ونحن مستخلفون فيه؟
لا بأس عليكم، أفرحوا كما شئتم، الحساب آت آت، وكلنا موقوفن أمام رب العالمين، وفي أيدينا كتب فيها كل صغيرة وكبيرة، فمن كان من أصحاب اليمين فقد أفلح، ومن كان من غيرهم فلا يلومن إلا نفسه.
يقول الشيخ: امرأة كان ولدها مسافراً، وكانت قد قعدت يوماً تأكل وليس أمامها إلا لقمة أدام وقطعة خبز، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته، وباتت جائعة، فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى، قال: ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه، ويقول: لقمة بلقمة، ولم أفهم مراده، فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها، فنزع ولدها من فم الأسد.
انتقل بكم من الشيخ رحمه الله إلى قناة الجزيرة، عرضت تقريراً حول فلسطين والعيد، بكت تلك المرأة وهي تقول: أي عيد؟ شهداء في كل مكان، أب غائب، وأخ مسجون، وزوج شهيد، والأطفال لا مال يسترهم أو يطعمهم، فكيف نفرح بالعيد. وأخرى تقول من خلف القبضان: نخاف أن نخرج، بل نخاف أن نطل من النافذة لننظر، لا أحد يزورنا ولا نخرج لأحد، والدبابة على بعد أمتار.
ومن لي بأم في العراق؟ تنظر لطفلها وقد نهشه المرض فلا تستطيع شيئاً له، تبكيه ولو استطاعت لفدته بروحها، أطفال العراق لا يحتفلون بالعيد كما نفعل نحن، إننا ننفق على العيد الواحد ما يكفي أسر كثيرة في طعامها ولباسها، نحن نحتفل ونعطي أطفالنا العيدية ونلبسهم أحسن الثياب، ونطعمهم أحسن الأطعمة، وإن مرضوا فالمستشفيات موجودة والدواء مجاني، أفلا نذكرهم أن هناك أخوة لهم في العراق وفلسطين وفي أفغانستان وكشمير والفلبين وفي كل مكان لا يجدون هذه النعمة ولا عشرها، أفلا نعطيهم مالاً فنأمرهم أن يعطوه لفلان الفقير ولتلك الأسرة الفقيرة فنعلمهم أن هذا المال مال الله ونحن مستخلفون فيه؟
لا بأس عليكم، أفرحوا كما شئتم، الحساب آت آت، وكلنا موقوفن أمام رب العالمين، وفي أيدينا كتب فيها كل صغيرة وكبيرة، فمن كان من أصحاب اليمين فقد أفلح، ومن كان من غيرهم فلا يلومن إلا نفسه.