بو عبدالرحمن
31-08-2001, 08:05 PM
-
السلام على من اتبع الهدى
ابتداء ..
اسمك هذا يوحي بأنك غير مسلم ..
فإن كنت كذلك فقد كفيتني مهمة كبيرة ..
لأنه ليس بعد الكفر ذنب
وما تضمنه موضوع هذه الرسالة يغدو صغيرا في مستنقع الكفر الذي يجب عليك ان تفكر كثيرا كيف تتطهر منه ..
لتسعد في دنياك ، وتنجو في أخراك
إما إن كنت مسلما غير أنك أحببت هذا الاسم فهاهنا قصة أخرى ..
فإما أنك مجرد متشبه بالقوم ، سحرك ما هم فيه ، وبهرك ما هم عليه
فاعلم إذن أن المتشبه بقوم يحشر معهم ، وتحت لوائهم ..
فهل يرضيك هذا .. ؟
وإما أن هذا الاسم وأمثاله شاعت في البيئة التي تعيش فيها مع أن أهلها مسلمون
وعلى هذا الافتراض الأخير سأتحدث إليك ..
أولا .. ما تزعمه دراسة وتقرير في موضوعك المثير ..
لا يمت لهما بصلة نسب لا من قريب ولا من بعيد ..
إنما هو عبارة عن قصة إباحية قدمت لها بمقدمة لتوحي بأنها دراسة
والأكثر مرارة أنها قصة مأخوذة بنصها من كاتب فاسد مفسد
لا يجيد إلا الكتابة في إشاعة الفاحشة ، وتحبيب الرذيلة ..
وسواء أكنت أنت الذي نقلت القصة ، أو سيقت إليك ..
وأنت توليت كبر نشرها في المنتدى ..
فالقصة ألفها إنسان عليه من الله ما عليه مما يستحق .
وبالمناسبة هو مؤلف غير مسلم ، وإن كان عربيا ينطق بلسان فصيح !!
ولقد لفت نظري هذا الكاتب وكتابه في أحد معارض الكتاب الدولية منذ سنوات
حيث أثار زوبعة من الكلام حوله وحول ما يكتب من قذارة يعافها حتى الكفار فضلا عن المسلمين !!
( تعلمت أن لا أعرض اسم كاتب ولا كتاب مفسد
حتى في معرض النقد
حتى لا أكون داعية شر من حيث لا أشعر )
هذه واحدة .. وكفى بها من واحدة
أعني أن الموضوع كله لا دراسة ولا يحزنون
وإنما التقاط لأسوأ ما عند الآخرين مما فيه إثارة مريضة
ثم ننشر هذا الغسيل القذر على عيون الملأ ..
والعجيب أن بعض الطيبين يقول : أليس هذا واقعا في دنيا الناس .. فلنناقشه !!
هذا وهم .. ما هكذا تورد الإبل .. أيها السادة ..
وإلا فإنكم تفتحون علينا بوابة من بوابات جهنم الحمراء ، تهب علينا سمومها
بدعوى حرية الكلام والرد على ما يطرح ..
ومع هذا فسوف أسير شوطا ما حضراتكم أيها السادة ..
النقطة الثانية ..
نحن مع هذا الموضوع _ وأمثاله _ أمام خيارات ثلاثة ..
إما أنه سيق لمجرد عرض واقع .. من أجل أن نناقشه ..
وإما أنه يراد به إشاعة للفاحشة في صفوف المؤمنين .
وإما أنه يراد به الوصول لبحث عن علاج لهذا الأمر .
وعلى الحالات الثلاث جميعها فالأمر عليك وليس لك ..
أما كونه مجرد سياق لواقع يتهامس به الناس .. فما جدوى هذا العرض .. وبهذا التفصيل الجزئي .. وما ثمرته المراد منه .. وهل نزيد الطين إلا بله .. بحيث نفتح عيونا كانت مغمضة فتقول لها : انظري ماذا يفعل غيرك فافعلي ولا تخافي ؟؟
فنكون بهذا العرض ( البريء !!! ) دعاة للشر علمنا أو لم نعلم ..
ثم لأننا مسلمون .. وتحكمنا نصوص الوحي . هلا سألنا أنفسنا :
ما حكم الإسلام في عرض ( مشاهد من الوقع ) الذي يتهامس به الناس ،
خاصة على هذه الصورة ( التفصيلية ) بما يثير الغريزة ..؟
أحسب أن الحكم واضح .. ومع هذا فإن سؤال أهل العلم متيسر ، وكان جديرا بك أن تسأل قبل أن تنشر هذا الغسيل القذر فتكحل عيوننا بمخيط من نار ..!!
( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )
ثم هناك شيء آخر ..
لأني أخاطبك كمسلم .. أما فكرت بأنك سوف تحاسب حسابا عسيرا على الكلمة تنطق بها ، والكلمة تكتبها
في يوم سيكون الحساب على مثاقيل الذر ..
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8)
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخبر ان أكثر ما يدخل الناس النار : حصائد ألسنتهم … ( وأقلامهم ) وهل القلم إلا لسان ثان ؟؟!!
ومن ثم فإن المسلم الحق الذي يسعى لتحصيل مرضاة الله يحاسب نفسه طويلا وكثيرا قبل أن ينطق كلمة ، أو يكتب حرفا ..
فلا تكتب بخطك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراهُ
ومن ثم فعرض الواقع كما هو في مجالس الناس ، وفي المنتديات
حيث يجتمع الصغير والكبير .. لا يجوز لا شرعا ولا عقلا ..
وأما إن كنت سقت الموضوع لمجرد إشاعة الفاحشة ، محببا فيها ، مزينا لها
فلن أقول لك : عليك من الله ما تستحق .. لقوله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)
ولكني سأقول لك :
أسال الله أن يعجل بهدايتك ..
أو يعجل بأخذك أخذ عزيز مقتدر ..
بل ربما أقول : أسأل الله أن يبقيك عبرة لمن يعتبر ..
بعد أن يشل أطرافك .. ويعتقل لسانك ، ويقيد قدميك .. فتصبح آية يعتبر بك من يراك ..!
وهل قليل أن تحب إشاعة الفاحشة في بنات المؤمنين ..!؟
هذا على اعتبار انك تحب ذلك .. وأرجو أن لا يكون ذلك كذلك ..
أما إن كنت تريد بمثل هذا الموضوع الإصلاح ما استطعت .
فما هكذا تورد الإبل ..
لو أنك قرأت القرآن الكريم جيدا .. ودرست السنة دراسة واعية
لوجدت ان هناك نصوصا تناولت مواقف ( حسية ) محضة .. ولكن بدون أية إثارة
خذ مثلا .. .
القرآن يريد أن يتحدث عن واقع لنساء يبحثن عن الحرام ،
بعد أن فتنت كل منهن بشاب جميل ..
ويفعلن المستحيل للوصول إليه ..
فهذه امرأة جميلة جدا ، ذات منصب وجاه وثروة ..
تستدرج شابا جميلا إلى حجرة نومها .. بعد أن تكون أعدت كل ما يلزم
وهناك بعد أن تنفرد به وبعد أن أحكمت إغلاق الأبواب تماما ..
تظهر له مفاتنها وتقول له : لقد هيأت لك كل شيء….و..و..و ..الخ
ويمكن أن اسطر لك سطورا كثيرة مثيرة تحرك الساكن فيك .. وتهيج لوح الثلج !!
فأصف لك ما أبدته المرأة من حركات وآهات وإشارات بتفصيل شديد الإثارة
ولكن ليست هذه طريقة القرآن في التربية ..
المهم ..
ولكن الفتى لم يطاوعها ، فاستعلى عليها ، وكان شامخا أمام سيل إغراءتها
وهنا أيضا يمكن لكاتب تافه أن يسوق صفحة كاملة حافلة بالجزئيات المثيرة المكثفة
ورغم أني اختصرت المشهد .. _ كما ترى _ وطويت الإثارة فيه ..
إلا أنك تجد القرآن الكريم اختزل القصة كلها في آية واحدة فقط .
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ ..
وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ …
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ..
قَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) (يوسف:23)
آية واحدة هي مشهد حافل مثير ..
كان يمكن أن يتناوله كاتب تافه :
ليجعل منه صفحات كلها إثارة في إثارة ، وتهييج في تهييج ..
ولكنك تقرأ الآية فلا تشعر بشيء من ذلك ..
لماذا ؟
لأن الضوء في سياق الآيات مسلط على الموقف الرائع لذلك الشاب المتلألئ
موقف الاستعلاء على الشهوة ، لا الانغماس فيها
موقف الاستخفاف بدعوة الإغراء ، لا الانجراف معها ..
وليس هذا فحسب .. حتى عندما أراد أن يقرر القرآن أن امرأة العزيز لم تكن وحدها في هذا الانحراف ، لم يزد على أن قال :
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (يوسف:33)
( يدعونني ) ( كيدهن ) جمع ..
مجرد إشارة لا تثير أي شيء في داخلك مما يسخط الله عليك ..
بل تثير فيك الإعجاب بيوسف عليه السلام .. وتحب أن تكون مثله
لا على طريقة أفلام الهبوط التي أثمرت جيلا خائبا لهذه الأمة
تسلط الضوء في طول الفيلم وعرضه على مواقف السقوط والامتهان والرذيلة
ثم يزعمون ان هذا هو الواقع .. إنما ينطق الشيطان على ألسنتهم ..
هلا كان التسليط على الجوانب الإيجابية على طريقة التربية السماوية في صناعة الرجال الذين يهزون الجبال ..!!
بمعنى . . أن تقرير الواقع يمكن أن نعالجه لا بتسليط الضوء المكثف على مشاهد الهبوط ، ولحظات السفول ..
وإنما بعكس ذلك ..
وكذلك رأينا الأمر في السنة النبوية وهي تربي أفضل جيل عرفته البشرية
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قصصا عدة ..
يتحدث فيها عن واقع كان ، فيه مشاهد حسية …
ولكن تسليط الضوء لا يكون مركزا بالتفصيل الممل على ما كان في غرف النوم !!
وإنما يأتي مثل هذه اللحظات بشكل عارض سريع ..
ويبقى التركيز على الجوانب الإيجابية ..
خذ مثلا قصة جريج العابد ..
حين طرقت عليه باب صومعته امرأة فاتنة الجمال .. فرفض أن يفتح لها ..
و عندما تحدث الرسول الكريم عن سقوط المرأة لم يزد على أن قال
( فمكنت راعي غنم من نفسها )
لو تناول هذا المشهد كاتب تافه ..
لأخذ يسرد سردا عجيبا ، بتفصيل دقيق ما كان منها وما كان منه تحت سفح الجبل .. ثم يقول لك : هذا واقع .. ماذا أفعل !!!!!!!!!!
لكن الرسول عرض المشهد في جملة خاطفة سريعة .. لا تثير أية أنفعالة غير محمودة ..
أعود فأقول : هذا كله أسوقه إليك على اعتبار انك تريد الخير والإصلاح
فأقول لك : ما هكذا تورد الإبل .. \
ثم أقول لك :
أما كفانا ما نحن فيه مما ابليت به هذه الأمة
حتى يأتي الشر يسوقه أناس إلى هذه المنتديات لينشروا غسيلا قذرا على عيون الناس
ان هذا الموضوع بهذه الطريقة في العرض تدمير لا تعمير
وهدم لا بناء .. وإشاعة للفاحشة ..
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
للأسف كثيرون _ حتى من الطيبين والطيبات _ لا يحاسبون أنفسهم قبل أن يكتبوا
ويظنون أن الأمر مجرد تسلية وتلهية وتمضية وقت
ونسوا أن الله سيحاسبهم على كل كلمة وحرف
خاصة إذا أثمرت هذه الكلمات سلوكيات غير محمودة عند من يقرأها ..
كثيرون يكتبون ما يتضمن تدميرا للقيم .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
أو يكتبون لاستدار الإعجاب من الآخرين والضحكات ..!!
ويا ليت شعري ..
كيف سيكون موقفهم يوم يجدون أمثال الجبال من السيئات بسبب تلك الكلمات ..!!
إن صور الهدم والتدمير والتخريب والتغريب .. كثيرة ومتعددة
ولكن أبشعها على الإطلاق هو :
إشاعة الفاحشة ، والتحبيب في الرذيلة ..
ولهذا توعد الله هذا الصنف من الناس بعذاب شديد ..
بل وقرر أن عليهم غضب الله ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..!
ومن هنا . ولهذا .. فإني أطالب بحذف ذلك الموضوع جملة وتفصيلا ..
ومن ساعد في نشره فليتهيأ للسؤال بين يدي الله سبحانه ..
أعيد مرة ثانية وثالثة وعاشرة ومائة
لا يقولن قائل في بلاهة : هذا واقع فلماذا نهرب منه ؟؟
أكرر لأقرر أن هذا منطق الشيطان ..
وإلا فقد عرضنا نماذج من أدب القرآن وهو يتناول ( واقع )
كيف عرضه بدون إثارة .. وكذلك فعل رسول اله صلى الله عليه وسلم
ومن زهد في طريقة القرآن فلا عافاه الله ..
وشيء آخر أكرره لأؤكد عليه :
أن ذلك الموضوع لا هو دراسة ولا بحث ، ولا تقرير .. وليس سوى
نسخ لموضوع داعر من كتاب قذر لكاتب مفسد ..
والله لقد هممت أن أجعل عنوان هذه الرسالة على النحو التالي :
إلى المدعو آروول : إما أن تعتدل .. وإما أن تعتزل .. !
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
أحسب أن هناك كلام يمكن أن يقوله آخرون ،
فأرجو أن يكملوا ما لعلي نسيته
وجزاكم الله خير الجزاء .
السلام على من اتبع الهدى
ابتداء ..
اسمك هذا يوحي بأنك غير مسلم ..
فإن كنت كذلك فقد كفيتني مهمة كبيرة ..
لأنه ليس بعد الكفر ذنب
وما تضمنه موضوع هذه الرسالة يغدو صغيرا في مستنقع الكفر الذي يجب عليك ان تفكر كثيرا كيف تتطهر منه ..
لتسعد في دنياك ، وتنجو في أخراك
إما إن كنت مسلما غير أنك أحببت هذا الاسم فهاهنا قصة أخرى ..
فإما أنك مجرد متشبه بالقوم ، سحرك ما هم فيه ، وبهرك ما هم عليه
فاعلم إذن أن المتشبه بقوم يحشر معهم ، وتحت لوائهم ..
فهل يرضيك هذا .. ؟
وإما أن هذا الاسم وأمثاله شاعت في البيئة التي تعيش فيها مع أن أهلها مسلمون
وعلى هذا الافتراض الأخير سأتحدث إليك ..
أولا .. ما تزعمه دراسة وتقرير في موضوعك المثير ..
لا يمت لهما بصلة نسب لا من قريب ولا من بعيد ..
إنما هو عبارة عن قصة إباحية قدمت لها بمقدمة لتوحي بأنها دراسة
والأكثر مرارة أنها قصة مأخوذة بنصها من كاتب فاسد مفسد
لا يجيد إلا الكتابة في إشاعة الفاحشة ، وتحبيب الرذيلة ..
وسواء أكنت أنت الذي نقلت القصة ، أو سيقت إليك ..
وأنت توليت كبر نشرها في المنتدى ..
فالقصة ألفها إنسان عليه من الله ما عليه مما يستحق .
وبالمناسبة هو مؤلف غير مسلم ، وإن كان عربيا ينطق بلسان فصيح !!
ولقد لفت نظري هذا الكاتب وكتابه في أحد معارض الكتاب الدولية منذ سنوات
حيث أثار زوبعة من الكلام حوله وحول ما يكتب من قذارة يعافها حتى الكفار فضلا عن المسلمين !!
( تعلمت أن لا أعرض اسم كاتب ولا كتاب مفسد
حتى في معرض النقد
حتى لا أكون داعية شر من حيث لا أشعر )
هذه واحدة .. وكفى بها من واحدة
أعني أن الموضوع كله لا دراسة ولا يحزنون
وإنما التقاط لأسوأ ما عند الآخرين مما فيه إثارة مريضة
ثم ننشر هذا الغسيل القذر على عيون الملأ ..
والعجيب أن بعض الطيبين يقول : أليس هذا واقعا في دنيا الناس .. فلنناقشه !!
هذا وهم .. ما هكذا تورد الإبل .. أيها السادة ..
وإلا فإنكم تفتحون علينا بوابة من بوابات جهنم الحمراء ، تهب علينا سمومها
بدعوى حرية الكلام والرد على ما يطرح ..
ومع هذا فسوف أسير شوطا ما حضراتكم أيها السادة ..
النقطة الثانية ..
نحن مع هذا الموضوع _ وأمثاله _ أمام خيارات ثلاثة ..
إما أنه سيق لمجرد عرض واقع .. من أجل أن نناقشه ..
وإما أنه يراد به إشاعة للفاحشة في صفوف المؤمنين .
وإما أنه يراد به الوصول لبحث عن علاج لهذا الأمر .
وعلى الحالات الثلاث جميعها فالأمر عليك وليس لك ..
أما كونه مجرد سياق لواقع يتهامس به الناس .. فما جدوى هذا العرض .. وبهذا التفصيل الجزئي .. وما ثمرته المراد منه .. وهل نزيد الطين إلا بله .. بحيث نفتح عيونا كانت مغمضة فتقول لها : انظري ماذا يفعل غيرك فافعلي ولا تخافي ؟؟
فنكون بهذا العرض ( البريء !!! ) دعاة للشر علمنا أو لم نعلم ..
ثم لأننا مسلمون .. وتحكمنا نصوص الوحي . هلا سألنا أنفسنا :
ما حكم الإسلام في عرض ( مشاهد من الوقع ) الذي يتهامس به الناس ،
خاصة على هذه الصورة ( التفصيلية ) بما يثير الغريزة ..؟
أحسب أن الحكم واضح .. ومع هذا فإن سؤال أهل العلم متيسر ، وكان جديرا بك أن تسأل قبل أن تنشر هذا الغسيل القذر فتكحل عيوننا بمخيط من نار ..!!
( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )
ثم هناك شيء آخر ..
لأني أخاطبك كمسلم .. أما فكرت بأنك سوف تحاسب حسابا عسيرا على الكلمة تنطق بها ، والكلمة تكتبها
في يوم سيكون الحساب على مثاقيل الذر ..
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8)
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخبر ان أكثر ما يدخل الناس النار : حصائد ألسنتهم … ( وأقلامهم ) وهل القلم إلا لسان ثان ؟؟!!
ومن ثم فإن المسلم الحق الذي يسعى لتحصيل مرضاة الله يحاسب نفسه طويلا وكثيرا قبل أن ينطق كلمة ، أو يكتب حرفا ..
فلا تكتب بخطك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراهُ
ومن ثم فعرض الواقع كما هو في مجالس الناس ، وفي المنتديات
حيث يجتمع الصغير والكبير .. لا يجوز لا شرعا ولا عقلا ..
وأما إن كنت سقت الموضوع لمجرد إشاعة الفاحشة ، محببا فيها ، مزينا لها
فلن أقول لك : عليك من الله ما تستحق .. لقوله تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)
ولكني سأقول لك :
أسال الله أن يعجل بهدايتك ..
أو يعجل بأخذك أخذ عزيز مقتدر ..
بل ربما أقول : أسأل الله أن يبقيك عبرة لمن يعتبر ..
بعد أن يشل أطرافك .. ويعتقل لسانك ، ويقيد قدميك .. فتصبح آية يعتبر بك من يراك ..!
وهل قليل أن تحب إشاعة الفاحشة في بنات المؤمنين ..!؟
هذا على اعتبار انك تحب ذلك .. وأرجو أن لا يكون ذلك كذلك ..
أما إن كنت تريد بمثل هذا الموضوع الإصلاح ما استطعت .
فما هكذا تورد الإبل ..
لو أنك قرأت القرآن الكريم جيدا .. ودرست السنة دراسة واعية
لوجدت ان هناك نصوصا تناولت مواقف ( حسية ) محضة .. ولكن بدون أية إثارة
خذ مثلا .. .
القرآن يريد أن يتحدث عن واقع لنساء يبحثن عن الحرام ،
بعد أن فتنت كل منهن بشاب جميل ..
ويفعلن المستحيل للوصول إليه ..
فهذه امرأة جميلة جدا ، ذات منصب وجاه وثروة ..
تستدرج شابا جميلا إلى حجرة نومها .. بعد أن تكون أعدت كل ما يلزم
وهناك بعد أن تنفرد به وبعد أن أحكمت إغلاق الأبواب تماما ..
تظهر له مفاتنها وتقول له : لقد هيأت لك كل شيء….و..و..و ..الخ
ويمكن أن اسطر لك سطورا كثيرة مثيرة تحرك الساكن فيك .. وتهيج لوح الثلج !!
فأصف لك ما أبدته المرأة من حركات وآهات وإشارات بتفصيل شديد الإثارة
ولكن ليست هذه طريقة القرآن في التربية ..
المهم ..
ولكن الفتى لم يطاوعها ، فاستعلى عليها ، وكان شامخا أمام سيل إغراءتها
وهنا أيضا يمكن لكاتب تافه أن يسوق صفحة كاملة حافلة بالجزئيات المثيرة المكثفة
ورغم أني اختصرت المشهد .. _ كما ترى _ وطويت الإثارة فيه ..
إلا أنك تجد القرآن الكريم اختزل القصة كلها في آية واحدة فقط .
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ ..
وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ …
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ..
قَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) (يوسف:23)
آية واحدة هي مشهد حافل مثير ..
كان يمكن أن يتناوله كاتب تافه :
ليجعل منه صفحات كلها إثارة في إثارة ، وتهييج في تهييج ..
ولكنك تقرأ الآية فلا تشعر بشيء من ذلك ..
لماذا ؟
لأن الضوء في سياق الآيات مسلط على الموقف الرائع لذلك الشاب المتلألئ
موقف الاستعلاء على الشهوة ، لا الانغماس فيها
موقف الاستخفاف بدعوة الإغراء ، لا الانجراف معها ..
وليس هذا فحسب .. حتى عندما أراد أن يقرر القرآن أن امرأة العزيز لم تكن وحدها في هذا الانحراف ، لم يزد على أن قال :
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (يوسف:33)
( يدعونني ) ( كيدهن ) جمع ..
مجرد إشارة لا تثير أي شيء في داخلك مما يسخط الله عليك ..
بل تثير فيك الإعجاب بيوسف عليه السلام .. وتحب أن تكون مثله
لا على طريقة أفلام الهبوط التي أثمرت جيلا خائبا لهذه الأمة
تسلط الضوء في طول الفيلم وعرضه على مواقف السقوط والامتهان والرذيلة
ثم يزعمون ان هذا هو الواقع .. إنما ينطق الشيطان على ألسنتهم ..
هلا كان التسليط على الجوانب الإيجابية على طريقة التربية السماوية في صناعة الرجال الذين يهزون الجبال ..!!
بمعنى . . أن تقرير الواقع يمكن أن نعالجه لا بتسليط الضوء المكثف على مشاهد الهبوط ، ولحظات السفول ..
وإنما بعكس ذلك ..
وكذلك رأينا الأمر في السنة النبوية وهي تربي أفضل جيل عرفته البشرية
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قصصا عدة ..
يتحدث فيها عن واقع كان ، فيه مشاهد حسية …
ولكن تسليط الضوء لا يكون مركزا بالتفصيل الممل على ما كان في غرف النوم !!
وإنما يأتي مثل هذه اللحظات بشكل عارض سريع ..
ويبقى التركيز على الجوانب الإيجابية ..
خذ مثلا قصة جريج العابد ..
حين طرقت عليه باب صومعته امرأة فاتنة الجمال .. فرفض أن يفتح لها ..
و عندما تحدث الرسول الكريم عن سقوط المرأة لم يزد على أن قال
( فمكنت راعي غنم من نفسها )
لو تناول هذا المشهد كاتب تافه ..
لأخذ يسرد سردا عجيبا ، بتفصيل دقيق ما كان منها وما كان منه تحت سفح الجبل .. ثم يقول لك : هذا واقع .. ماذا أفعل !!!!!!!!!!
لكن الرسول عرض المشهد في جملة خاطفة سريعة .. لا تثير أية أنفعالة غير محمودة ..
أعود فأقول : هذا كله أسوقه إليك على اعتبار انك تريد الخير والإصلاح
فأقول لك : ما هكذا تورد الإبل .. \
ثم أقول لك :
أما كفانا ما نحن فيه مما ابليت به هذه الأمة
حتى يأتي الشر يسوقه أناس إلى هذه المنتديات لينشروا غسيلا قذرا على عيون الناس
ان هذا الموضوع بهذه الطريقة في العرض تدمير لا تعمير
وهدم لا بناء .. وإشاعة للفاحشة ..
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
للأسف كثيرون _ حتى من الطيبين والطيبات _ لا يحاسبون أنفسهم قبل أن يكتبوا
ويظنون أن الأمر مجرد تسلية وتلهية وتمضية وقت
ونسوا أن الله سيحاسبهم على كل كلمة وحرف
خاصة إذا أثمرت هذه الكلمات سلوكيات غير محمودة عند من يقرأها ..
كثيرون يكتبون ما يتضمن تدميرا للقيم .. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
أو يكتبون لاستدار الإعجاب من الآخرين والضحكات ..!!
ويا ليت شعري ..
كيف سيكون موقفهم يوم يجدون أمثال الجبال من السيئات بسبب تلك الكلمات ..!!
إن صور الهدم والتدمير والتخريب والتغريب .. كثيرة ومتعددة
ولكن أبشعها على الإطلاق هو :
إشاعة الفاحشة ، والتحبيب في الرذيلة ..
ولهذا توعد الله هذا الصنف من الناس بعذاب شديد ..
بل وقرر أن عليهم غضب الله ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..!
ومن هنا . ولهذا .. فإني أطالب بحذف ذلك الموضوع جملة وتفصيلا ..
ومن ساعد في نشره فليتهيأ للسؤال بين يدي الله سبحانه ..
أعيد مرة ثانية وثالثة وعاشرة ومائة
لا يقولن قائل في بلاهة : هذا واقع فلماذا نهرب منه ؟؟
أكرر لأقرر أن هذا منطق الشيطان ..
وإلا فقد عرضنا نماذج من أدب القرآن وهو يتناول ( واقع )
كيف عرضه بدون إثارة .. وكذلك فعل رسول اله صلى الله عليه وسلم
ومن زهد في طريقة القرآن فلا عافاه الله ..
وشيء آخر أكرره لأؤكد عليه :
أن ذلك الموضوع لا هو دراسة ولا بحث ، ولا تقرير .. وليس سوى
نسخ لموضوع داعر من كتاب قذر لكاتب مفسد ..
والله لقد هممت أن أجعل عنوان هذه الرسالة على النحو التالي :
إلى المدعو آروول : إما أن تعتدل .. وإما أن تعتزل .. !
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد
أحسب أن هناك كلام يمكن أن يقوله آخرون ،
فأرجو أن يكملوا ما لعلي نسيته
وجزاكم الله خير الجزاء .